الإعجاز العلمي في القرآن
القرآن الكريم هو كتاب الله المعجز المنزل على سيدنا محمد صل الله عليه و سلم، المنقول بالتواتر، وآخر الكتب السماوية، المتعبد بتلاوته و المحفوظ في السطور و الصدور من كل تحريف أو تزوير؛ آياته تتحدى العالمين بأن يأتوا بمثله ولو بسورة أو آية، فيه من الإعجاز العلمي ما حير العلم و العلماء، وهذا هو موضوعنا " الإعجاز العلمي في القرآن الكريم" فتابعوا معنا.
محتويات الموضوع:
تعريف الإعجاز العلمي في القرآن الكريم:
الإعجاز لغة هو العجز و عدم القدرة و الضعف، و المعجزة هي الأمر الخارق المقرون بالتحدي؛ و الإعجاز العلمي في القرآن الكريم هو الإشارة لعدد من المواضيع العلمية و الحقائق الكونية التي لم يكن من الممكن إدراكها في زمن نزول القرآن الكريم لكن العلم أثبتها لاحقا، بل أكثر من ذلك فعديد الحقائق العلمية ذكرت في القرآن و لازال العلم و العلماء يحاولون اكتشافها ليومنا هذا، و هنا نستشعر قوة و عظمة الخالق عز وجل الذي جعل من القرآن الكريم معجزة تتحدى كل زمان و مكان و تؤكد صدق نبوة سيدنا محمد صل الله عليه و سلم.
بعض صور الإعجاز العلمي في القرآن:
كما سبق و قلنا فصور الإعجاز العلمي في القرآن الكريم كثيرة و متنوعة و سنذكر منها على سبيل المثال لا الحصر ما يلي:
بصمات الإنسان:
قال عز و جل في سورة القيامة << بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَنْ نُسَوِّيَ بَنَانَهُ>> و قد أكد العلم الحديث إختلاف بصمات الإنسان و عدم تشابهها.
مراحل تكون الجنين و علم الأجنة والولادة :
قال عز وجل في سورة المؤمنون << ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آَخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ>> وفي سورة الحج: << يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِن مُّضْغَةٍ مُّخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِّنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الأَرْحَامِ مَا نَشَاء إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ وَمِنكُم مَّن يُتَوَفَّى وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلا يَعْلَمَ مِن بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا وَتَرَى الأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاء اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ >> من هنا يتبين لنا أن القرآن فصل في مراحل تكون الجنين و علم الأجنة والولادة في وقت لم يكن بالإمكان إدراك كل هذا بدون وسائل علمية متطورة.
أطوار القمر:
قال عز وجل في سورة يس << وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ >> من خلال هذه الآية يتبين لنا حقيقة تغيير شكل القمر في كل شهر، وهي تنقله في منازل معلومة حتى يعود هلالاً كما بدأ والعرجون تعبير عن شكل الهلال المقوس.
و في آية أخرى في سورة ة نوح قال عز و جل << أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا * وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا * وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا >> من خلال هذه الآية نرى الفرق بين ضوء القمر و ضوء الشمس، حيث نجد أن ضوء الشمس ينبع من ذاتها أما ضوء القمر فهو مجرد انعكاس من ضوء الشمس. و هذا ما أثبته العلم الحديث.
الرياح والتلقيح والمطر:
أكد العلم الحديث أن الرياح تلعب دوراً مهماً في عملية تلقيح النباتات وذلك بنقلها لحبوب اللقاح بين أزهار النباتات، كما أنها تلعب دوراً مهماً في نزول المطر و ذلك بتزويد الهواء بالرطوبة اللازمة و المساعدة في تكثف بخار الماء و نمو القطرات وصولاً إلى نزول المطر؛ وهذا ما قد أشار إليه الله عز و جل في سورة الحجر بقوله : << وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنْتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ >>
طبيعة الجبال و دورها في تثبيت الأرض كالأوتاد:
أكد علم الجيولوجيا أن الجبال تلعب دور الأوتاد في تثبيت الأرض، وذلك ب بامتدادها إلى الطبقة اللزجة التي تقع تحت الطبقة الصخرية التي تتكون منها الأرض؛ وهذا ما جاء في قوله عز و جل في سورة النبأ: << أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَادًا وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا >> و قوله تعالى أيضا في سورة النحل << وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَأَنْهَارًا وَسُبُلًا لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ>> .
انفصال السماوات عن الأرض:
أكد العلم الحديث في نظرية التضخم الأبدي أن الأرض و السماوات كانتا مادةً واحدةً تم إنفصلتا؛ وهذا ما أشار إليه القرآن الكريم في قوله تعالى بسورة الأنبياء << أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ >>.
أهمية الإعجاز العلمي في الوقت الحاضر:
منذ ظهور الإسلام و إلى وقتنا الراهن وُجد الكثير من المشككين و المكذبين بصدق نبوة سيدنا محمد صل الله عليه و سلم وصدق معجزته ألا و هي القرآن؛ لذلك جعل المولى الحكيم القرآن كريم غنيا بالإعجازات العلمية ليتدبرها الخلق و يتأمل فيها، ليطمئن قلبه و يقوي إيمانه بالله عز و جل مصداقا لقوله تعالى في سورة فصلت << سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ >> .
شاهد أيضا:
- تعريف الوحي و أنواعه و صور نزوله
- تعريف الحج : فضله، حكمه، شروط وجوبه، وقته و أركانه
- كيفية الغسل من الجنابة و الحيض و النفاس
و بهذا زوار و متابعي المفيد نكون قد وصلنا لختام موضوعنا هذا و الذي خصصناه للإعجاز العلمي في القرآن الكريم و صوره، نتمنى أن يكون الموضوع قد نال إعجابكم، فلا تبخلوا علينا بمشاركته مع أصدقائكم لتعم الإفادة.
- تعريف الوحي و أنواعه و صور نزوله
- تعريف الحج : فضله، حكمه، شروط وجوبه، وقته و أركانه
- كيفية الغسل من الجنابة و الحيض و النفاس
و بهذا زوار و متابعي المفيد نكون قد وصلنا لختام موضوعنا هذا و الذي خصصناه للإعجاز العلمي في القرآن الكريم و صوره، نتمنى أن يكون الموضوع قد نال إعجابكم، فلا تبخلوا علينا بمشاركته مع أصدقائكم لتعم الإفادة.
0 تعليقات