ما هو الجاثوم؟ وما هي أسباب حدوثه؟
هل سبق لك أن استيقظت في منتصف الليل، واعيًا تمامًا، لكنك غير قادر على الحركة أو الكلام؟ هل شعرت بوجود جن أو مخلوق خفيّ في الغرفة، أو ضغطٍ هائل على صدرك؟
إذا كانت إجابتك بنعم، فقد عانيت من ظاهرةٍ غامضة تُعرف باسم "الجاثوم"؛ هذه الظاهرة تقع على الحدود بين عالمي اليقظة والنوم، تاركةً الشخص في حالةٍ من الرعب والارتباك. في هذا الموضوع، سنغوص في أعماق هذه الظاهرة الغامضة، ونكشف عن أسرارها. فما هو الجاثوم؟ وكيف يحدث؟ وما هي أعراضه؟ وكيف يمكن علاجه؟ فتابعوا معنا.
محتويات الموضوع:
ما هو الجاثوم؟
الجاثوم هو مصطلح يُستخدم في العديد من الثقافات لوصف حالة من اللاقدرة على الحركة أو الكلام أثناء النوم، وتتميز هذا الحالة بشعور بالخوف أو الضغط الشديد، ويُعتبر الجاثوم ظاهرة مثيرة للفضول والرعب في آن واحد، حيث يروي العديد من الأشخاص تجاربهم الشخصية بهذه الحالة الغامضة.
تحت الأضواء العلمية، يُعرف الجاثوم بـ: "شلل النوم"، وهو ظاهرة غامضة تقع بين عالمي اليقظة والنوم. حيث يجد الشخص نفسه واعيًا تمامًا، لكنه عاجز عن الحركة أو الكلام، كأنّه مُقيد بشللٍ مؤقت. ويُعتقد أن حوالي %20 إلى %60 من البشر قد يتأثرون بالجاثوم على الأقل مرة واحدة في حياتهم، وتكون الحالة أكثر شيوعًا بين الشباب والمراهقين.
كيف يحدث الجاثوم؟
يحدث الجاثوم أو شلل النوم عندما يستيقظ الدماغ من نوم حركة العين السريعة (REM) بينما لا تزال العضلات مشلولة. عادةً ما يستمر هذا الشلل لبضع ثوانٍ فقط، لكنه قد يستمر لعدة دقائق.
أعراض الجاثوم؟
يُمكن أن تكون تجربة الجاثوم مُخيفة ومرعبة للغاية، حيث يعاني الشخص من:· الشلل والعجز عن الحركة: يشعر الأشخاص الذين يصابون بالجاثوم بأنهم غير قادرين على التحرك أو التحكم في أجسامهم، حتى وإن كانوا يعقلون أنفسهم ويدركون ما يحدث من حولهم.
· عدم القدرة على الكلام: يكون الشخص غير قادر على الكلام أو إصدار أي أصوات على الرغم من محاولاته للتحدث.
· الشعور بالضغط أو الثقل: قد يصف الأشخاص الذين يعانون من الجاثوم شعورًا بالضغط أو الثقل على صدورهم أو أجسامهم، وهذا الشعور قد يكون مزعجًا للغاية.
· الهلوسات البصرية أو السمعية: قد يشهد الشخص الذي يعاني من الجاثوم هلوسات بصرية أو سمعية، وقد يرى أو يسمع أشياء غير حقيقية خلال هذه الحالة.
· الخوف والقلق: يمكن أن يشعر الشخص بمشاعر عميقة من الخوف والقلق خلال حالة الجاثوم، خاصةً إذا لم يكن يفهم بالضبط ما يحدث أو كيف يجب عليه التصرف.
· الإحساس بوجود شخصٍ أو كائنٍ ما في الغرفة: قد يشعر الشخص المصاب بالجاثوم بأن هناك شخصًا يقف بالقرب من سريره، أو يجلس على صدره، أو حتى يتجول في الغرفة. يمكن أن يكون هذا الإحساس مرعبًا للشخص المتأثر به، حيث يعتقد بأن الكائن المتخيل قد يكون ضارًا أو يمثل تهديدًا بالنسبة له.
تُعد هذه الأعراض الشائعة لحالة الجاثوم، ومعظم الأشخاص الذين يعانون منها لا يصابون بأي أذى، لكن قد يكون الشعور بالخوف والضغط النفسي من النتائج السلبية لهذه الحالة.
أسباب حدوث الجاثوم؟
هناك عدة عوامل قد تؤدي إلى حدوث الجاثوم "شلل النوم" وتزيد من خطر الإصابة به، منها:
· التوتر النفسي والقلق: يُعتبر التوتر والقلق من أبرز العوامل التي يمكن أن تؤدي إلى الجاثوم، فالضغوط النفسية الشديدة قد تزيد من احتمالية تجربة هذه الحالة.
· اضطرابات النوم: بعض الاضطرابات النومية مثل فرط النوم وقصره أو الشلل النومي قد تزيد من احتمالية حدوث الجاثوم.
· الجينات والعوامل الوراثية: هناك بعض الدراسات التي تشير إلى وجود عوامل وراثية قد تجعل بعض الأشخاص أكثر عرضة لتجربة الجاثوم.
· اضطرابات الصحة العقلية: بعض الحالات مثل الاكتئاب واضطرابات القلق قد تزيد من احتمالية حدوث الجاثوم.
· تعاطي المخدرات والكحول: يُعتبر استخدام بعض المخدرات والكحول من العوامل التي قد تزيد من احتمالية حدوث الجاثوم.
· تغيرات هرمونية: بعض التغيرات الهرمونية في الجسم قد تؤثر على عملية النوم وتزيد من احتمالية حدوث الجاثوم.
تُعتبر هذه العوامل الأساسية التي يُعتقد أنها تلعب دورًا في حدوث الجاثوم، ومن المهم التعرف عليها لفهم طبيعة هذه الحالة والتصدي لها بشكل مناسب.
علاج الجاثوم؟
على الرغم من أن ظاهرة الجاثوم قد تكون مخيفةً للشخص الذي يختبرها، إلا أنها غالبًا ما تكون غير ضارة وتزول من تلقاء نفسها بمجرد استيقاظ الشخص. ومع ذلك، قد تكون هناك بعض الإجراءات التي يمكن اتخاذها للتعامل مع الجاثوم وتقليل خطر الإصابة به، مثل:
· تحسين عادات النوم: يُعتبر تحسين عادات النوم أمرًا مهمًا لمعالجة الجاثوم. من الضروري الحفاظ على بيئة نوم هادئة ومريحة (مظلمة وباردة)، والالتزام بجدول زمني منتظم للنوم، بما في ذلك الاستيقاظ والنوم في نفس الوقت يوميًا. مع الحصول على قسطٍ كافٍ من النوم (7-8 ساعات للبالغين).
· تقليل التوتر والقلق: يمكن أن يساعد تقليل مستويات التوتر والقلق في تقليل حدوث الجاثوم. تقنيات الاسترخاء مثل التأمل والتنفس العميق والتمارين الرياضية اليومية يمكن أن تكون مفيدة.
· تعلم تقنيات إدارة الضغط الشديد: يُمكن لتقنيات إدارة الضغط الشديد مثل التدريب على الاستجابة المعرفية-السلوكية (CBT) أو العلاج السلوكي المعرفي (CBT-I) أن تساعد في تقليل تأثير الجاثوم.
· تجنب استخدام المخدرات والكحول: يجب تجنب استخدام المخدرات والكحول قبل النوم، حيث يمكن أن يزيدان من تردي نوعية النوم ويزيدان من احتمالية حدوث الجاثوم.
· العلاج الدوائي: في بعض الحالات، قد يقوم الطبيب بوصف الأدوية لمعالجة اضطرابات النوم المرتبطة بالجاثوم، مثل مضادات القلق أو مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين المنتقلة (SSRI).
· المتابعة الطبية المنتظمة: من المهم أن يتلقى الشخص الذي يعاني من الجاثوم المتابعة الطبية المنتظمة، وذلك لمراقبة تطور الحالة وضبط العلاجات اللازمة.
· التوجيه النفسي والدعم العاطفي: قد يكون التوجيه النفسي والدعم العاطفي مفيدًا للمساعدة في التعامل مع الجوانب النفسية والعاطفية للجاثوم، ويمكن أن يساعد في تقبل الحالة وتقليل القلق والخوف المصاحبين لها.
شاهد أيضا:
- أذكار النوم مكتوبة كاملة
- أذكار المساء مكتوبة كاملة
- الرقية الشرعية من القرآن و السنة
خلاصة: على الرغم من أن الجاثوم "شلل النوم" يعتبر ظاهرة مخيفة ومرعبة لدى الكثيرين، إلا أنه يبقى ظاهرةٌ طبيعية ولا يستوجب الخوف منه، فهو لن يتسبب في أيّ ضررٍ جسدي. و باتباع النصائح والخطوات التي ذكرناها في هذا المقال يمكن تقليل خطر الإصابة بـالجاثوم.
وبهذا متابعي وزوار موقع المفيد نكون قد وصلنا لختام موضوعنا هذا، والذي خصصناه لظاهرة شلل النوم أو الجاثوم، وكذا أسباب الجاثوم وأعراضه، وكيفية التخلص من الجاثوم، نتمنى أن يكون الموضوع قد نال إعجابكم، فلا تبخلوا علينا بمشاركته مع أصدقائكم لتعم الإفادة.
0 تعليقات